الاخبــــــــــــــــــــــــــار

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]

سأل نفسه كيف يستطيع أن يكتب رواية، يمكنها
كشف الأسرار الشائنة في الحياة السياسية المصرية في جميع تفاصيلها غير
الطبيعية؟.
وبعدها بأشهر قليلة كانت تطبع الطبعات الأولى من رواية فيرتيجو وليس بعد
ذلك بكثير احتلت صدارة قائمة أفضل المبيعات واعتبرت الرواية التشويقية رقم
واحد في مصر، كان هناك احتمال واحد؛ الكاتب هو المصور الشخصي لحسني مبارك،
مساعد موثوق به سافر حول العالم لأخذ صور للديكتاتور المسن.

ولكن وفقًا لأحمد مراد، الرجل الذي خاطر بحياته من خلال الاستفادة من
مستنقع الفساد السياسي الذي سمح رئيسه بتطويره، فإنه لم يكن لديه خيار!.

وقال مراد في مقابلته مع الصحيفة : "إذا كنت قلقًا لم أكن سأنشر الكتاب"
وهو جالس في نفس صالة السطح من فندق جراند نايل تور حيث كانت له لحظته
الخاصة، وأوضح أنه كان يشعر أنه مدفوع للكتابة بالقول: "هناك نقطة عندما
تصل إليها لا تستطيع العودة أبدًا"، وقدم ترجمة كتابه الشهر الماضي كمسلسل
30 حلقة برمضان، بسبب الصعوبات المتزايدة التي ووجهت من قبل الناس العاديين
الذين يعملون في ظل دكتاتورية مبارك.
وبشكل لايصدق قد عاد مراد الآن للعمل لدى الرئيس الجديد مرسي، وقال: إن
المسئولين بالقصر الرئاسي لم يسألوه أبدًا عن الكتاب، وهو ببساطة أكمل من
حيث توقف بعد انتفاضة العام الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن مراد عقب فيرتيجيو كان لديه رواية أخرى تم نشرها، في
حين لديه أخرى سيتم نشرها هذا الخريف، ولكنه كان أول ظهور، تشويق مليء
بالجرأة احتل صدارة الكتب الأكثر مبيعًا في مصر، وهو الذي صنع اسمه،
وتتمركز القصة حول مصور يشهد جريمة قتل ثم يستخدم صورة لرشوة سلسلة من
الأشرار الفاسدين.

واتسطردت الصحيفة بالقول: إنه عندما كان الرئيس لا يسترخي بفيلاته بشرم
الشيخ أثناء شهور الشتاء، كان سيتم استدعاء السيد مراد لقصر مصر الجديدة
القصر الرئاسي شمال شرق القاهرة، لالتقاط صور لاجتماعات مبارك مع
المسئولين، كما أنه سافر عبر العالم لتصوير اجتماعات أهم الشخصيات وأيضًا
القادة البغيضين، وعلى حد قوله بابتسامه مكتشفه "لقد صافحت القذافي مرتين
في خيمته الليبية".

وأيضًا كان هناك اجتماعه برئيس سوريا بشار الأسد الذي قال عنه: "لقد
تقابلنا مرتين عام 2003 في قصره بدمشق"، وأضاف "لم يبد كقائد بالنسبة إليّ
ولكن يمكنني القول إنه كان قاسيًا".

وأشارت الصحيفة إلى أن مراد كان مترددًا للغاية في الكشف عن معلومات كثيرة
عن رئيسه السابق في العمل، ولكنه كشف شيئًا عن الوجه الخفي لمبارك. "إنه
رجل جيد. إنه عطوف جدًا، هذه مجرد نظرة شخصية".
ولفتت الصحيفة إلى أن مبارك حكم عليه بعقوبة بالسجن المؤبد لدوره في قتل
المتظاهرين أثناء ثورة يناير وأن ابنيه حكم عليهما بالبراءة من تهم الفساد،
وأن مبارك بالنسبة للملايين كان طاغية.

وفي هذا السياق يزعم مراد الذي عمل لدى مبارك كمصور لمدة عقد من الزمان
حتى يوم الإطاحة به 11 فبراير العام الماضي، إنه رأى الجانب الآخر من
القائد المصري. "أستطيع أن أفصل بين القضايا السياسية والشخصية، هو لم يكن
أدولف هتلر أو ديكتاتور دموي مثلما يعتقد الناس. لقد كان رجلاً عاديًا،
رجلاً مسنًا، عندما رأيته يلعب مع أحفاده كان طبيعيًا للغاية ويمزح، وخلال
العشر سنوات هذه لم يسيء معاملتي أو يهينني".
واستعراضًا لمبارك من جهة أقرب، بحسب الصحيفة، قال مراد: إنه رأى تغييرات
في الأوتوقراطي المسن أثناء سنواته الأخيرة؛ فمنذ بداية مطالبة الحركات
الموالية للديمقراطية بالإصلاح منذ 2007 فصاعدًا، والضغط على المكتب الأعلى
زاد، مبارك صار منعزلاً، وعندما توفى حفيده الأكبر محمد عن عمر 11 عامًا
في 2009 مبارك صار أكثر انعزالاً، "وبعد ذلك صار هادئًا، لقد كان رجل جيش،
وبالتالي أعتقد أنه دائمًا شعر أنه لا ينبغي عليه أن يتكلم مع أي شخص عن أي
من هذه الأشياء"، بحسب مراد.

وقال مراد: إنه يوم 11 فبراير 2011 اليوم الذي أجبر فيه مبارك على
التنحي، لم يكن يعمل ولكنها كانت لحظة محورية في حياته، وقال "شعرت
بالفراغ.

‏

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]

D

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]